التصرفات غير المسؤولة على وسائل التواصل الاجتماعي:

بين الحرية الفردية والمسؤولية المجتمعية

بقلم د.مهند رمزي نشات

· الحياة البرية,التنوع الأحيائي,البيئة المستدامة

في عصر التكنولوجيا وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت المنصات مثل إنستغرام وتيك توك مساحةً للتعبير عن الذات، لكنها أيضًا تحولت أحياناً إلى ساحةٍ لعرض تصرفاتٍ غير مسؤولة، بل وخطيرة في بعض الأحيان. أحد الأمثلة على ذلك هو مقطع الفيديو المنشور على إنستغرام تحت عنوان " تحقيق أكبر عدد من المشاهدات"، والذي يظهر سلوكًا يستحق النقاش الجاد حول آثاره على الأفراد والمجتمع.

broken image

- الحرية الفردية لا تعني التعدي على القيم

من المهم أن نؤكد أن الحرية في التعبير حقٌ مكفول للجميع، لكنها ليست مطلقةً بلا ضوابط. عندما تتحول هذه الحرية إلى استعراض لتصرفاتٍ غير لائقة أو مخالفة للأعراف الاجتماعية والدينية، فإنها تتحول من وسيلةٍ للإبداع إلى أداةٍ للتفكك الأخلاقي. بعض المقاطع مثل الذي نناقشه اليوم قد يعتبره البعض "مزحة" أو "تسلية"، لكنه في الحقيقة يُرسل رسائل خاطئة للشباب، خاصةً في مجتمعاتنا العربية التي تقوم على قيم الاحترام والتواضع.

broken image

- المسؤولية الاجتماعية: دور المنصات والمستخدمين

1. دور المنصات الرقمية: يجب على إنستغرام وتيك توك وغيرها تعزيز الرقابة الذاتية، وحذف المحتوى الذي يروج للسلوكيات الضارة أو غير الأخلاقية.

2. دور المُشاهد: مشاركة مثل هذه المقاطع أو إعطاؤها "إعجابات" يشجع على تكرارها، مما يعمق المشكلة.

3. دور الأسرة والمربين: التوعية بمخاطر تقليد مثل هذه التصرفات، وتربية النشء على التوازن بين التعبير عن الذات والالتزام بالقيم.

- ختاماً: نحو استخدام إيجابي لوسائل التواصل

broken image

ليس المطلوب منع الإبداع أو المرح، لكن يجب أن يكون هناك وعيٌ بأن لكل فعل او تصرف غير لائق عواقب وخيمة. لنعمل معاً على جعل وسائل التواصل الاجتماعي فضاءً إيجابياً يعكس هويتنا وقيمنا، بدلاً من أن يكون أداةً للترويج لتصرفاتٍ تتعارض مع ثقافتنا وأخلاقنا.

"الكلمة مسؤولية، والصورة أثرها أعمق.. فلنختار ما ننشره بعناية من اجل مستقبل مشرق لأطفالنا."