بقلم الدكتور محمد السعبري
للاسف الشديد عندما تسمع عن محافظة ميسان يتبادر إلى الذهن ملوحة الماء وشحته وتواجد الصحراء الجنوبية القاحلة لكن كل هذه الامور مبالغ بها، فما يميز المحافظة هو الاهوار الجنوبية الخلابة والتي وان كانت تعاني من قلة المياه لكنها لاتزال تمثل رمز عراقي مميز على مستوى العالم وذلك ببيئتها الفريدة من نوعها، فسمك العمارة من الذ وأطيب الأسماك في الجنوب والأهم من ذلك كله والذي لايعرفه معظم سكان العراق ايضا، أن هناك مناطق شاسعة في شرق المحافظة (في الهضبة الشرقية مع الحدود الإيرانية) تملؤها السهول الخضراء في اشهر الشتاء والربيع بسبب غزارة الأمطار الا وهي منطقة الطيب، فيوجد تنوع في التربة والطيور والحشرات والنباتات بشكل ملفت للنظر.

تُعد هذه المنطقة مقصد لكثير من السياح المحليين من داخل مدينة العمارة محافظة ميسان وبعض المدن المجاورة خصوصاً وفي هذه الفترة من العام وبعض من هولاء السياح يبقى للتخيم والمبيت. فعندما تذهب لمنطقة الطيب تشعر كانك في مناطق الشمال العراقي في وقت الربيع. المشكلة التي تواجها البيئة بشكل عام والحياة البرية بشكل خاص هو عدم اهتمام بعض السياح بتنظيف المكان بعد المغادرة مما يُسبب مظهر غير لائق في بعض المناطق بسبب تراكم مخلفات البلاستك بكل أنواعه للأسف الشديد. لذا قامت منظمتنا بحملة تنظيف بعد زيارتنا لهذه المنطقة وشاركنا فيها معظم الموجودين خصوصا الأطفال وكما مبين بالصور.

وبمناسبة اليوم العالمي للحياة البرية، يجب أن نعمل سويتاً على توعية المجتمعات بأهمية المحافظة على الحياة البرية وحماية الحيوانات والنباتات والكائنات الحية الأخرى. وعلينا أن نعمل معاً كمجتمع عراقي او دولي للحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية الحياة البرية في كل مكان، وذلك من خلال تبني السياسات والتدابير اللازمة وتوفير الدعم والتمويل للأنشطة التي تعزز حماية الحياة البرية.
