يعد العراق أكثر دول الشرق الاوسط تأثرا بالتغيرات المناخية التي اثرت سلبا على العراق حيث ادت الى ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير في السنوات الاخير وفاقمت من مشاكل الجفاف والتصحر ونشاط شبه يومي للعواصف الغبارية التي اثرت بدورها وبشكل كبير على الصحة العامة للسكان وتلوث البيئة المحيطة.

ان مشكلة التصحر والجفاف والعواصف الغبارية اصبحت من المشاكل المزمنة للعراق ، اذ تحولت ثلاثة ارباع الاراضي العراقية اي ما يعادل نسبة 75 % الى اراضي صحراوية بفعل تأثير التغيرات المناخية التي نتج عنها انحباس الامطار الساقطة والارتفاع الكبير في درجات الحرارة وطول الفصل الجاف الحار ، وقصر بقية فصول السنة ، اي حدوث تبدلات في فصول السنة ، ومن المشاكل الخطرة التي نتجت عن التغيرات المناخية والتي اثرت بشكل كبير على القطاع الزراعي هي ما يعرف بالهجرة المناخية ، أو الهجرة من الريف الى المدينة ، حيث هاجرت اعداد كبيرة من سكان الريف الى المدن بحثا عن العيش ، بسبب تدهور القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني بفعل الجفاف وشحة الموارد المائية ، حيث ادى الجفاف وانتشار الاوبئة والامراض ومنها الحمى النزفية ، والقلاعية وإنفلوانزا الطيور وجفاف مياه الاهوار الى نفوق مئات الحيوانات .

ان مشكلة التصحر والجفاف الذي انتاب الاراضي العراقية ادى الى تفاقم العواصف الغبارية التي اثرت على العديد من قطاعات الاقتصاد العراقي ومنا القطاع الصحي، حيث يتوقع ان يعد هذا الصيف هو الاعنف من ناحية ارتفاع درجات الحرارة والعواصف الغبارية ، اذ وصلت معدل درجات الحرارة العام الماضي ما يقارب 28مْ ، ووصلت في بعض ايام الصيف الماضي الى 51 مْ ، ويتوقع هذا الصيف ان تكون الاعلى والاعنف ، وما تعرض العراق الى العواصف الغبارية هذا العام مبكرا هو دليل على ذلك حيث تعرض خلال الفترة من شهر نيسان 2025 والى الان ما يقرب من عشر عواصف كان الاقوى فيها حول النهار الى ليل وانعدمت الرؤية لمسافة 10 م ؟ وتعرض مئات السكان الى حالات اختناق وامتلأت المستشفيات وتعرض الطرق لعشرات الحوادث المرورية.
وقد كان لتفاقم التصحر والجفاف اسبابها البشرية ايضا منها السياسة المائية الغير منصفة لدول الجوار تجاه العراق من خلال التلاعب بحصص العراق المائية خصوصا في انهار دجلة والفرات، الامر الذي فاقم من مشاكل القطاع الزراعي حيث تحولت مئات الدونمات الزراعية الى اراضي صحراوية ومصدر للعواصف الغبارية.
بقلم د. سرحان الخفاجي